عناية، الجزائر: 3000 سنة من التاريخ

لم يكن من قبيل المصادفة أن كثيرا من المستكشفين من بحار فينيقيا ( لبنان اليوم ) وضعوا أعلامهم على موقع عنابة مند أكثر من 3000 سنة. كما هو الشأن الآن، فإن عنابة ميناء طبيعي على منطقة خصبة. إذا كنتم تبحرون على البحر الأبيض المتوسط واحتجتم للتوقف في أرض آمنة وغنية، فإن عنابة كانت الأمثل بالطبع، لم يكن إسم المنطقة عنابة في القديم. أطلق عليها الفينيقيون إسم هيبونيسيا، وعندما احتل الرومان المدينة بعد هزيمتهم لقرطاج خلال حرب بيونيك الثانية غيروا اسمها إلى هيبور يجيوس.

كانت هيبور يجيوس مركزا للمسيحية الأولى وعرفت بأنها كانت المكان الذي عاش فيه القديس أوغسطين خلال سنواته الأخيرة. عند وفاة هذا الأخير قام الغاندال بحصار المدينة من الخارج. وبذلك أصبحت هيبوريجيوس عاصمة للملكة الغاندال لعقد من الزمن إلى أن هزمت قوات الإمبراطورية البزنطية ملك الغاندال الأخير وذلك سنة 439. ولقد اجتاحت موجة الفتح الإسلامي في القرن السابع المدينة ولقد عرفت الحياة بليب العنابة، كما سميت المدينة آنذاك، هدوءا لمدة ألفية كاملة إلى أن احتلتها فرنسا سنة 1832.

ولقد سمي الفرنسيون المدينة بون. لقد بنى المستعمر الفرنسي بنايات على الأسلوب الفرنسي ولا يزال العديد منها هذه البنايات الكلاسيكية للقرن 19 اليوم في المدينة.

عند نهاية حرب الاستقلال الجزائرية سنة 1962، تغير إسم العديد من المناطق أو تم تعريب الأسماء الفرنسية. لكن سحر وجمال المدينة جلب إليها المواطنين من جميع أقضاب الجزائر. يبلغ عدد سكان عنابة اليوم 350000 نسمة ويوجد 40000 طالب مسجل في جامعة عنابة الشهيرة. لازال ميناء المدينة حيا و أرضيته خصبة مما أدى إلى ازدهار تجارة الصادرات وانخفاض نسبة البطالة. سيجد المسافرون أن العبور من وإلى عنابة سهل نسبيا إذ تتوفر المدينة على طرق سيارة وسكك حديدية ورحلات جوية عبر مطار رباح بينات. عنابة… إنها مكان جميل للزيارة، قد ترغب أن تعيش هناك.