تيارت في الجزائر: محطة قديمة، ومدينة حديثة

تيارت هي مدينة تحوي حوالي 150.000 من السكان يقطنون على بعد 100 ميل من ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهي تعرف أيضا "تميرت" وهي تعني المحطة في اللهجة البربرية المحلية، وهي منذ القدم كانت محطة للمسافرين، التجار، والجيوش. فموقعها على ممر جبلي استراتيجي جعل منها نقطة مهمة لأي قوة تريد السيطرة على الأراضي المجاورة وكذا الطرق التجارية التي كانت تعبرها.

فالعبيد الذين يجلبون من جنوب الصحراء في إفريقيا كانوا يمرون عبر المدينة في طريقهم إلى السوق قرب السواحل. كما أن القوافل كانت تمر عبر المدينة إلى كل الاتجاهات، حيث كان السكان المحليون والحكام يفرضون الضريبة على الزوار. فعند ما حكم الرومان المنطقة قبل مجيء الإسلام في القرن السابع سمو المنطقة “بتنفورتيا” وتعني المحطة.

وإلى جانب البقايا الرومانية المنتشرة في كل مكان، هناك مواقع أثرية أخرى هامة وجذابة في المنطقة.

بعد تلاشي القوة الرومانية، قام المماليك البرابرة المحليون بالانتشار وبنوا قبور هرمية على قمم التلال والتي تعرف بجيدارس وتبعد على تيهوت حوالي 20 ميلا من الجهة الجنوبية الغربية. وهناك موقع آخر قرب نهر مينا وهو مبيشر أو الحجارة *** وهي مجموعة كبيرة من الحجارة الضخمة والهياكل والتي يعرف عنها الشيء القليل.

مدينة تيارت مرت بعدة تغييرات عبر آلاف السنين قبل مجيء الاحتلال الفرنسي للجزائر في القرن 19. وغالبا ما كان التغيير عنيفا حيث كان النزاع بين السلطات المحلية والإقليمية والسماسرة لدى الطوائف الدينية. وعرفت المدينة بعض الاستقرار عند دخول فرنسا سنة 1843، كما دخل معمرون آخرون وتركوا الطابع الأوربي باديا في البنايات الكبرى.

وحين حصلت الجزائر على الاستقلال سنة 1962، غادر أغلب الأوربيين المدينة أو ما سمي بالأقدام السوداء. والمدينة تعاني اليوم من تدهور بيئي نظرا للزراعة المكثفة حول المدينة، وكذا التدفق السكاني الذي سبب ضغوطا كبيرة في البنية التحتية للمدينة.