الفن العظيم لعفيف شرفاوي

يوم 31 أكتوبر 2007، كان الفنان عفيف الشرفاوي يحضر مراسم افتتاح فئة في متحف زيانا الوطني بوهران بالجزائر. بالصدفة، فإن اليوم الموالي، 1 نوفمبر، هو عيد وطني لذكرى إعلان رفع المقاومة المسلحة ضد الحكومة المستعمرة لفرنسا سنة 1954 التي أدت إلى اندلاع الحرب الجزائرية؟ إن هذه المصادفة مناسبة إلا أن الفترة العصيبة من تاريخ الجزائر كان له تأثير كبير على العمال الفني لعفيف الشرفاوي.

ابتدأ عفيف الشرفاوي في دراسة الفن سنة 1962 وذلك عند إنضمامه لمدرسة الفنون الجميلة في وهران. كان هذا سوى أربعة أشهر بعد استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي. كانت تعتبر وهران خلال هذه الفترة من أكثر المدن الجزائرية تأثيرا بالحضارة الفرنسية. بعد الاستقلال، غادر أكثر من مليون شخص البلاد. واحد من هؤلاء أستاذ فنون الذي ساعد ثلاثة من تلامذته من اللحاق به إلى فرنسا لمتابعة دراستهم. واحد من هذه التلاميذ كان هو عفيف الشرفاوي. استقر الشرفاوي في مدينة نانت الفرنسية حيث إلتقى زوجته أنيك الفرنسية.

في سنة 1975، عاد عفيف مع زوجته وابنتيه إلى الجزائر حيث قبل منصب أستاذ في مدرسة الفنون الجميلة. في ذلك الوقت، كان الإسلام قد أصبح الحيانة الرسمية للبلاد، منها أثر على موضوع لوحاته وكذا على تلاميذه نفسهم الذين كانوا أكثر تحفظا.

تورطت الجزائر سنة 1991 في حرب أهلية بعد الانقلاب عسكري في البلاد. تنعكس هذه الفترة المظلمة لتاريخ الجزائر، على لوحات الشرفاوي التي قام برسمها في ذلك الوقت بالرغم من أنه عاد من عائلته إلى فرنسا سنة 1992 . يقول الشرقاوي أنه وجد أن تركيزه على الجزائر في لوحاته كان له أثر علاجي له حيث أنه يتوقف أبدا عن التفكير في الجزائر.