محمية تاغيت الوطنية الجديدة بالجزائر

يعتبر العديد من الزوار والسواح الذين يرتادون قرية تاغيت الجزائرية الصغيرة، هذه المنطقة جوهرة جميلة لم يتم اكتشافها بعد. تعد القرية في حد ذاتها مركزا عسكريا لذلك لا يمكن الوصول إليها لكن الواحات الصغيرة المحاطة بأشجار النخيل الطويلة التي تقف حاجزا أمام الكتبان الرملية العملاقة، ستأسر مخيلة كل من يزور هذه المنطقة. إلا أن زحف الصحراء الأكبر في العالم وهي تغطي معظم منطقة شمال إفريقيا. تؤدي الظروف المناخية القاسية جدا إلى صراع دائم بين الإنسان والحيوانات من أجل البقاء لأن مصادر المياه والنباتات محدودة جدا. بتزايد سرعة زحف الصحراء، اتخذت تدابير استعجالية كخلق منطقة يتعايش فيها الحيوانات وأجناس الطيور بسلام دون الصراع مع الإنسان حول المكان، الحرية والغذاء.

واجهت جمعية “أصدقاء الصحراء” هذا الزحف المتصاعد بدعم من الوكالة الوطنية للمحافظة على الطبيعة بإنشاء محمية تاغيت الوطنية حيث حصلت على 250.000 هكتار تقريبا من الأراضي وتعمل الوكالات على زيادة مساحة المحمية إلى 500.000 هكتار مستقبلا.

يهدف المحافظون على الطبيعة إلى إدخال نباتات أخرى لحماية الغطاء النباتي المتواجد حاليا وإعادة غرس أشجار النخيل والصبار التي تنتمي في الأصل لهذه الأرض وذلك لإبطاء هذا الزحف.

لن تقتصر مهمة محمية تاغيت الوطنية على حماية وتنمية الحياة البرية بالمنطقة|، بل سيكون لها تأثير إيجابي على الموارد المائية الطبيعية حيث أنها ستعزز الحاجيات الزراعية للجماعات التي تعيش بالصحراء. تحضى ضرورة حماية الحياة البرية بالمنطقة بالأولوية وذلك لتواجد ما يقارب 33 نوع من الثدييات و 107 نوع من الطيور في هذه المنطقة. ستكون المناطق المخصصة للزراعة لفائدة الجماعات الصحراوية جد محدودة شريطة أن تسبب نشاطاتهم التلوث وأن لا يشكل وجودهم تهديدا للمشروع. مع ازدياد اهتمام الزوار بهذه المنطقة، ستقدم تسهيلات وقائية بيئية تتلاءم مع متطلبات السياحة.