مواقع رامسار في الجزائر

انعقدت سنة 1971 في إيران اتفاقية رامسار التي كان الهدف منها إنشاء حوار دولي لحماية المناطق في العالم. تعتبر المناطق الرطبة أو الحساسة بيئيا "محمية" وفقا لاتفاقية رامسار أي أنها محمية من أي تدمير قد يقوم به الإنسان وكذا من سوء الاستعمال.

تشمل عبارة الأراضي الرطبة حسب اتفاقية رامسار المستنقعات، الأنهار،المراعي الرطبة البحيرات، الدلتا، البساتين، الواحات، الشعب المرجانية،المصبات، المناطق القريبة من الشواطئ وكذالك تلك التي صنعها الإنسان مثل الخزانات، المليحات، وحقول الأرز. وتوجد ليومنا هذا ما يزيد عن 1651 منطقة تغطي ما يقارب 149,7 مليون هكتار في الكرة الأرضية.

قامت العديد من البلدان بتوقيع اتفاقية رامسار لحماية الأراضي الرطبة. إن الجزائر مصنفة اليوم الثامنة من حيث مساحة الأرضي الرطبة المحمية والأولى من بين جميع بلدان إفريقيا الشمالية. تعتبر العديد من الأراضي الرطبة في الجزائر ثمينة وذلك لقلة الماء العذب في البلاد وبسبب كثرة التنوع البيولوجي الذي يمكن أن يشمل ما يزيد عن 10 انظم أيكلوجية في منطقة رطبة واحدة .

يوجد في الجزائر اليوم 42 منطقة رطبة واحدة محمية تغطي حوالي 167000هكتارا بالإضافة إلى 16 مناطق أخرى التي اعتبرها المسئولين جديرة بالحماية. بسبب ندرة الأراضي الرطبة الجزائرية فإنه من المهم جدا لأسباب بيئية، ايكولوجية وسياحية أن تتم حماية هذه الأراضي من سوء الاستعمال والتدمير.

على سبيل المثال, فإن شط عين البيضة وهى ملحية، واحدة من مواقع رامسار الجزائرية التي تستعملها الطيور بصفة منتظمة كل فصل شتاء قبل أن تهاجر لموطنها. إن أكثر ما يهدد هذه الطيور في شط عين البيضة هو التلوث الناتج عن سوء معالجة المياه.

مثال لمنطقة رطبة أخرى في الجزائر هو حمام السخونة وهو بحيرة تتبخر جزئيا خلال فصل الصيف وتصبح مغطاة بالملح خلال الموسم الجاف. إن حمام السخونة مهم جدا إذ تم اكتشاف في نواحي البحيرة آثار لأشياء صنعها الإنسان يعود تاريخها إلى 7000سنة قبل الميلاد. و كغيرها من المناطق الحساسة بيئيا في الجزائر، فإن التصحر أصبح يمثل مشكلا متزايدا لحمام السخونة مما جعله من الضروري شمل هذه المنطقة في موقع رامسار.

هذه مجرد مثالين من بين أمتلة عديدة التي تبين كيفية حماية اتفاقية رامسار للمناطق الرطبة الحيوية والأنظمة الايكولوجية في الجزائر.