الجزائر – رمال الصحراء

تعتبر الجزائر أرضا مليئة بالمفارقات و يتضح ذلك من خلال جغرافية البلاد. يسكن معظم الجزائريين على ساحل البحر الأبيض المتوسط أو غير بعيد منه. توجد جنوب هذه المنطقة، عبر المنحدرات الجافة وجبال الأطلس الصحراوية، صحراء الجزائر الواسعة.

تحتل الصحراء مساحة ضخمة من شمال إفرقيا ويقارب حجمها مساحة الولايات المتحدة الأمركية. يتصور معظم الناس أن الصحراء خليط من الشمس الحارة وبحر هائج وهضاب رملية على طول الرؤية. أما الحقيقة فهي مختلفة عن ذلك، إذ أن ربع الصحراء فقط هو هضاب رملية كما تمتد الجبال عبر الصحراء وتغطي أحجارها مساحات واسعة في الصحراء إلى الجانب الواحات الخصبة. لا توجد اليوم أي أنهار في الصحراء لكن هناك ينابيع نابضة بالمياه تحت الأرض تغدي النخل والنباتات استوائية أخرى.

هذه الواحات المنعزلة هو كل ما تبقى من نظام بيئي مزدهر قديما ومليئا بالتماسيح، فرنسان النهر، والشعوب. نعرف هذا اليوم بفضل الرسوم على الصخر التي تركها الإنسان القديم الذي كانت له أراضي زراعية ومواشي في عهد يرجع إلى 10000 سنة حيث كانت الصحراء أقل جفافا. في مناطق مثل تاسيلي ناجر في جنوب الجزائر، تبين هذه الرسوم أن الأنهار جرت حيث لا يوجد أية مياه اليوم. كما تكشف صور التقطت من الفضاء مسالك الأنهار التي جرت في القديم حيث اليوم صحراء جافة. بالرغم من ذلك، لازال ما يقارب 2 مليون من الناس ، يعيشون في الصحراء وقد طوروا أسلوب حياة يسمح لهم بالعيش والتأقلم مع إحدى البيئات الأشد قسوة في الأرض.