الجزائر: الحرب من أجل الاستقلال

يرى العديد من المؤرخين أن عهد الإرهاب الحديث ابتدأ مع أول نزاع الذي أصبح بعد ذلك حرب الجزائر من أجل الاستقلال. ففي فاتح نوفمبر 1954، أطلقت جهة التحرير الوطني، حزب سياسي اشتراكي في الجزائر، ثورة تحريرية ضد القوات المسلحة الفرنسية، لكن العديد من المدنيين استشهدوا خلال هذه الثورة.

يعتبر الهجوم الذي وقع في فيليبفيل أكثر الأحداث فظاعة في الجزائر. حتى ذلك اليوم سنة 1955، هاجمت جبهة التحرير الوطني المعسكرات فقط. أما في شهر غشت 1955، قامت الجبهة بهجوم ضد السكان فيليبيفيل قتل إثره 123 مدنيا أغلبهم نساء و أطفالا. للانتقام، صرح الفرنسيون إعدام 1273 من مقاتلي الجبهة فيها صرحت الجبهة أن الفرنسيون قاموا بقتل ما يفوق 12000 مسلما في البلاد.

دامت الحرب ثمان سنوات قاسية ومليئة بالمذابح، المظاهرات والهجوم على المدنيين في فرنسا والجزائر، وصراعات بين الشرطة والسكان المحليين. نادت جبهة التحرير الوطني كل المسلمين إلى الانضمام إليها في حربها ضد فرنسا، مما جلب مقاتلين من افر قيا والشرق الأوسط إلى الجزائر للدفاع عن سكان الجزائريين الذين هضمت حقوقهم. فلقد استحوذ المستعمر الفرنسي على معظم التجارة وعلى حق الملكية في الجزائر كما أن معظم الضرائب المؤدى عنها كانت تذهب إلى فرنسا، مما أشد غضب السكان.

في مارس 1962، تم توقيع اتفاقية إفيان وانتهت الحرب. أعطت هذه الاتفاقية حقوقا متساوية للمستعمرين الفرنسيين والجزائريين على حد سواء وذلك لمدة ثلاثة سنوات. بعد ذلك، يحصل المقيمين بالجزائر على الجنسية الجزائرية أو يسجلون كمواطنين غير مقيمين. ولقد أعلن شارل دي كول يوم 3 يوليو 1962 استقلال الجزائر. يحتفل بعيد الاستقلال في الجزائر يوم 5 يوليو من كل سنة، ويرمز هذا التاريخ لدخول فرنسا للجزائر أول مرة.