المباراة التي غيرت كأس العالم

إن للعبة كرة القدم في الجزائر تاريخا طويلا، فالمعمر الفرنسي في الجزائر أسس ما كان يسمى "اللعبة الجميلة" لقرابة قرن. وبعد ذلك أصبحت كرة القدم لعبة شعبية محببة لكل الناس. بغض النظر عن مستواه الاجتماعي. وعند حصول الجزائر على الاستقلال سنة 1962، توجه الجزائريون إلى جعل هذه اللعبة أكثر أهمية وهدفوا إلى ممارستها بشكل احترافي وتم تكوين الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم وأسست بنية تحتية لرعاية اللاعبين ودعم الرياضة في الجزائر بصفة عامة.

ويطلق اسم ” ثعالب الصحراء” على الفريق الجزائري لكرة القدم والتي تعني في اللغة الانجليزية ” ” ثعالب الصحراء ” ولون قميصهم هو ما بين الأخضر والأبيض.

وبعد سنوات من الإحباط في مباريات التأهل لنهاية كأس العالم، تمكن ثعالب الصحراء من التأهل إلى كأس العالم التي نظمت في أسبانيا 1982، وتمكنوا من التغلب على فريق ألمانيا الغربية بهدفين مقابل واحد. رابح مادجر يعتبر أكبر لا عب كرة قدم جزائري، وهو الذي سجل الهدف الأول فيما سجل زميله لخضر بلومي هدف الفوز.

وفي الطور الموالي أقصي الفريق من طرف استراليا بهدفين لصفر، لكن يفتخر ثعالب الصحراء من الأهداف للاعب صلاح أسد، حيث هزموا التشيلي بثلاثة أهداف لـ إثنين، حيث لعب آخر مقابلة في المجموعة الثانية يوم25 يونيو وقابلة ألمانيا أستراليا. وقد كان الجزائريون يتمنوا أن تنتصر ألمانيا بأكثر من هدفين، لكن بعد نهاية المقابلة بهدف مقابل صفر لصالح ألمانيا تأهل الفريقين الألماني والأسترالي، وأحدث هذا ضجة وبدت المقابلة والنتيجة مفتعلة. الضجة التي تلت ذلك وصلت إلى ممثلي الفيفا الذين قرروا وتعهدوا بوضع حد لهذا التلاعب، وفي كأس العالم الموالية لسنة 1986 تقرر أن تلعب مبارتي الزوج النهائي في نفس التوقيت واليوم. وقد بدا هذا النظام ناجح. ورغم الأسى الذي حصل لثعالب الصحراء سنة 1982، إلا أن المشجعين وجدوا عزاءهم في كون هذا الحدث كان سببا في تقديم أهم الإصلاحات إلى قوانين هذه اللعبة.